روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | أريد الاستقرار والطمأنينة.. في بيتي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > أريد الاستقرار والطمأنينة.. في بيتي


  أريد الاستقرار والطمأنينة.. في بيتي
     عدد مرات المشاهدة: 2451        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

أنا شاب تزوجت قبل ثلاثة شهور ولله الحمد، أهدي لزوجتي الورد والعطور والساعات، وغير ذلك من الهدايا التي تحبها النساء، وأقول لها الكلمات الرقيقة من غزل ودلال ونحوه، ولكنني لا أجد منها الكلام الجميل والتبسم، وعندما أطلب منها التبسم تقول: ما في شيء يضحك أقول لها الابتسامة في وجه أخيك صدقة، فما بالك في وجه زوجك فتسكت، وعندما أمزح معها لا تستجيب للمزاح، وتقول: أنا لا أحب هذا المزاح، فأقول لها: ما نوع المزاح الذي تحبينه؟ فتسكت، والطامة الكبرى أنني عندما أدعوها للفراش لا تستجيب بسهوله، بل تتعبني- مع أننا في بداية الزواج- وأقول لها: إنني أحبك فهل تحبينني فتقول: بكل صراحة عادي، فأقول لها: يجوز لك أن تكذبي، وتقولي: نعم، وأحبك كثيرًا، فتقول: لا أحب أن أكذب، فأقول لها: يجوز لك هذا، ولا يعتبر كذبًا، فتسكت. وهي عصبية جدًّا، وهي بفضل الله لا تسمع أغاني، ولا تشاهد مسلسلات ولا أفلام، فلا نشاهد إلا قناة المجد والفلك، وهي أيضًا ولله الحمد محافظة على الصلاة في وقتها، ولكن أكثر مشاكلنا حول لباسها، فأكثر ملابسها قصيرة، وأنا لا أرضى بذلك وأمنعها برفق ولين، فلما لم أجد منها استجابة اضطررت إلى استعمال القوه معها، فأقول لها: إذا لبست شيئًا غير ساتر لن أذهب بك إلى أي مكان تريدينه، فتغضب وتقوم بيننا مشكلة، ثم تغيره وأذهب بها.

أما المشكلة الثانية، فهي الإنترنت، تسهر بعدما أنام من الساعة الثانية عشرة والنصف إلى الثالثة تقريبًا، فقلت لها: أريدك أن تنامي معي أو على الأقل بعد ما أنام بقليل، فتقول: لا يأتيني النوم، فأجيبها: حاولي أن لا تسهري لفترات طويلة، فتقول: أنا أجلس لأكلم زميلاتي على الماسنجر، فطلبت منها أن تجلس حينما أكون في الدوام بدل السهر لوقت متأخر بالليل، فترفض بحجة أن زميلاتها لا تجدهم على الماسنجر إلا في الليل!! أرجو من الله ثم منكم توجيهي لفعل ما يحقق الاستقرار والطمأنينة في بيتي، والله يحفظكم ويرعاكم.

الجواب:

أخي الكريم: مشكلتك تعود بداية إلى اختيارك، فأنت تتحمل مسئولية ما تعانيه من اختيارك لزوجة غير متدينة، ولا ملتزمة بحجاب المرأة المسلمة، لأن الزواج الناجح ينبني على الاختيار الناجح لشريك الحياة واختباره ومعرفة طباعه وعاداته، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أرشد المقبلين على الزواج إلى اختيار ذات الدين فقال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك».

ولكن أخي الكريم أنت الآن تزوجت هذه الإنسانة واخترتها بكامل إرادتك، فالواجب عليك أن تساعدها وتساعد نفسك لإصلاح أمركما وحياتكما، وهذه بعض الإرشادات التي تعينك على تحقيق الاستقرار داخل بيتك:

أولا: أوصيك أخي الكريم بأفضل ما يحقق السَّكينة ويديم الود والحب بين الزوجين وهو: تعاونهما على البر والتقوى، والقيام بطاعات مشتركة تقربكما من الله كالصلاة، كما أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: «رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، ثم أيقظ امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، ثم أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضحت في وجهه الماء»، وأن تتحمل مسئولية توجيه زوجتك وإرشادها وتوعيتها بأمور دينها، وعباداتها وطاعاتها، كما في مظهرها ولباسها، بالحكمة والموعظة الحسنة، وتحبِّب إليها فعلَ الشيء لتقبل عليه برضا وحب، فلا تلزمها ولا تأمرها مثلا بأن تغير طريقة لباسها لإرضائك ولغيرتك عليها، أو تجبرها عليه بشروط، إنما حبِّب إليها أن ترتدي الحجاب طاعة لله وامتثالا لأمره، وخوفا من عقابه، ورجاء ثوابه ودخول جنته.

ثانيا: عليك أن تقتحم عالم زوجتك بكل ما يحتويه من أسرار، كما تقتحم شخصيتها لتتعرف على خفاياها: كآمالها وأحلامها وآلامها وأحزانها وأفراحها واهتماماتها.. وتحاورها وتحدثها لتفهم شخصيتها وطبيعتها، وطباعها، وتفكيرها، وإحساسها، بمعنى عليك أن تنجح في امتلاك مفاتيح شخصيتها فهذا سيساعدك على معرفة الطريقة المناسبة للتعامل معها.

ثالثا: تعلَّم كيف تكسب مفتاح قلب زوجتك، لتكسب بعدها مفاتيح كل أبواب شخصيتها، وتكسب رضاها وطاعتها لك، فزوجتك لا ترتبط بك برباط الحبَّ الرومانسي الذي أنت تتمناه، لهذا لا تستطيع أن تعبِّر عن حبها بالشكل الذي يرضيك ويسعدك، فدورك هنا أن تساعدها لتحبَّك ذاك الحب الذي يتمناه كل زوج من زوجته، بأن توثِّق علاقتها بك، وتشعرها بقربك منها واهتمامك بها، والتَّودُّد إليها ليس بالهدايا فقط، بل بصبرك على تصرُّفاتها والرِّفق بها، والتغاضي عن أخطائها وسلبياتها، وبحنانك وعطفك عليها، وعطاءك بسخاء، وصدقك في مشاعرك، وفى قولك وفعلك، وحسن تصرفك.. وباحتوائِك الكامل لها.

رابعا: المرأة تحب الرجل الذي يشعرها باهتمامه بما تنجزه وما تبذله من أعمال وتؤديه من واجبات، فشاركها في أعمالها، وشجعها على النجاح لأنك أول من سيحصد هذا النجاح، وأظهر إعجابك وافتخارك بها وبمجهوداتها وأعمالها داخل البيت وخارجه، وأكثر من الثناء عليها ومدحها في مواطن كثيرة، وأمام الأهل والأقارب والمعارف، واثبت لها رجولتك وقوامتك على وجهها الصحيح والمتمثلة في: قوتك في الحق، وشهامتك، ونخوتك، وشجاعتك في موضع الشجاعة، ومساندتك لها، وحمايتها والدفاع عنها، وجلب السعادة إليها.

فبهذه الأحاسيس الراقية والصفات الطيبة تزرع في قلب زوجتك نباتًا أخضرا هو نبات الحب، شأنُك في ذلك شأن الزارع الذي يرعى نباته ويسقيه ويغذيه بسماده، حتى ينمو ويربو ويخضر ويزهر ويثمر، فكُنْ ذلك الزّارع لنبات الحبِّ في قلب زوجتك تحصد ثماره.

خامسا: لا تنس أن لكل امرأة شخصيتها المستقلة وتركيبتها الخاصة وطباعها المختلفة، وتربيتها ونشأتها وبيئتها، وأسلوبها في التفكير والتصرف، وزوجتك قد تكون من صنف النساء اللاتي يغلب عليهن جانب العقل أكثر من جانب العاطفة، فلهذا ستجد في كلامها وتصرفاتها من الشدة والجدية والحزم والصراحة والتلقائية، ورفض كثرة المزاح والضحك والتسلية.. فعوِّد نفسك على أسلوبها وطريقتها، وتقبَّلها كما هي بطباعها ومميزات شخصيتها، وبإيجابياتها وسلبياتها، وحاول أن تحقق التَّكامل بينك وبينها.

سادسا: لكي تعيش في انسجام وتناغم تام مع زوجتك، لابد أن يكون لدى كل منكما من الصفات السيكولوجية المختلفة عن الطرف الثاني، فالاختلاف نعمة والتماثل نقمة، والإنسان لا يحب أن يعيش مع من يماثله ويكون صورة طبق الأصل من صفاته الشخصية وإلا سيمل منها وسيبحث عمن يختلف عنه.

سابعا: زوجتك تعودت على عادات معينة في طريقة لباسها وتبرجها، وكذلك في السهر على الإنترنت ومحادثة صديقاتها، وهذه من العادات السيئة التي ابتلي بها الرجال والنساء سواء، فواجبك التوجيه والإرشاد والنصيحة، وإصلاح حالها بالتوعية الدينية عن طريق الدروس المسجلة والمسموعة، والكتب، وتشجيعها على حضور المحاضرات والمواعظ بالمساجد وحلقات النساء، فهذا سيساعدها كثيرا في التغيير.

ثامنا: اشغل فكرها واهتمامها ووقت فراغها بهوايات وأنشطة ممتعة، وعادات جديدة، تشبع عاطفتها وتلبي رغباتها، كأن تمارس معها بعض الأنشطة الرياضية والترفيهية، وبعض الألعاب المنشطة للذاكرة والعقل، والتجول خارج البيت بأماكن مختلفة تؤلف بينكما وتسمح بتوثيق علاقتكما والتعبير بإحساس كل واحد منكما اتجاه الآخر بشكل يسعده.

كما تقدران أن تغيرا جو البيت بزيارة الأهل والأقارب واستقبالهم عندكم، فهذا له تأثيره في تقوية العلاقات الأسرية، وخلق جو المرح والضحك والمزاح والتسلية المباحة، والتخلص من كثير من القيود والعقد النفسية.

وأخيرا أقول لأخي الكريم: أنت ما زلت في بداية حياتك الزوجية، أي بمرحلة البناء والتأسيس فلا تستعجل النتائج وحصد الثمار، وتأكد أن ما تقدمه من عطاء أو صبر أو أحاسيس أو هدايا أو كلمات.. هي لبنات ترص بعضها فوق بعض، وتحتاج لوقت طويل ليكتمل البناء، ويأخذ طابعه الجمالي في هندسته ومعماره وأثاثه، وستحصل كثير من التطورات والتغيرات تنتقل بكما من مرحلة التأسيس والبناء إلى مرحلة السكن بكل ما يحمله من معاني المودة والمحبة والرحمة والألفة، فأنت وزوجتك تحتاجان من الوقت ومن الصبر ومن الطاقة لتحمُّل كلاكما، ولتتعودا على بعضكما، وتفهما طباعكما، وتنجحا في التأقلم والانسجام العاطفي والنفسي.

أسأل الله العلي القدير أن يؤلف بينك وبين زوجك ويصلحها ويهديها، وينبتها نباتا طيبا ويجمع بينكما بالمودة والرحمة ويرزقكما الذرية الصالحة ويجعل حياتكما سعيدة في طاعة الله ومرضاته.

الكاتب: صفية الودغيري.

المصدر: موقع المسلم.